modified | Tuesday 7 January 2025 |
---|
خلال اجازتي الأخير نهاية 2024 فى الطريق لواجهتي على بعد 500 كيلو متر من برلين، كنت أحاول إختيار مايمكن سماعه داخل السيارة. تذكرت وقتها ملف المستقبل لسبب ما، ووجدت على يوتيوب قناة قامت بتحويل اوائل الأعداد لكتاب مسموع.
من وقت سماع مقدمة الأعداد، عن تخيل نبيل فاروق لمصر فى المستقبل، عن المخابرات العلمية، عن الجهاز الخطير اللى تم اختراعه فى مصر من علماء مصريين، وعن سرقته وفريق نور الدين محمود ومحاولاتهم للعثور عليه. من وقت سماعي للأول فصل، وانتابتني حالة من الصعب وصفها.
حالة لا يمكن وصفها بنوع واحد من المشاعر، تذكرت حين كنت شاب صغير وبداية قراءتي لملف المستقبل، شكلت الروايات حبي للعلوم ولمستقبل جميل مليء بالاختراعات والاجهزة المتطورة والسيارات الصاروخية والأشعة المتطورة وسفن الفضاء، وإعجابي بشخصية نور الدين محمود وهدوءه فى الاوقات الصعبة وقدرته على تنظيم فريقه وقيادتهم، كانت شخصيته مثل أعلى لي اكثر من أدهم صبري بحركاته الأكروباتية، أو دكتور رفعت إسماعيل بأمراضه المزمنة، حيت تلى القارىء بداية الرواية تذكرت تلك الفترة وكون جزء من مشاعري ذكرياتي الماضية.
جزء اخر من مشاعري كان نوع من الغضب ناتج عن الاختلاف بين ما وعدني به نبيل فاروق للمستقبل لمصر، وبين حال مصر والمصريين كما أشهده، حال يرثى له، حال يحاول فيه شباب مصر الهروب لأي مكان يمكن الحياة فيه بكرامة وبقدر ولو قليل من الإنسانية والمنطقية، كرهت ولو قليلا نبيل فاروق لكونه السبب فى ملاحظتي ذلك التضاد بين ما يمكن أن يكون وبين الواقع.
المشاعر الأخيرة كانت لنبيل فاروق، بعد ان كتب ما كتب وتخيل ما تخيل وبنى لنا مصر جميلة ومتقدمة ولكن بعد ان تدهورت الاوضاع واصبح للشباب صوت، ومنهم قراؤه ويمكن اعتبارهم اولاده، وبعد ان عبر الشباب عن سخطهم على حال مصر عام 2011 فى حركة ثورة على الوضع، على مصر كانت ولازالت لا ترقى لتصوره وتصورناها معه، أدار نبيل فاروق ظهره لهم وحرمهم الدعم الذي استحقوه من والدهم ورسام خيالهم، حرمهم من حتى كلماته.
اكرهه لذلك ولكن لازلت احب شخصياته، واحب فريق ملف المستقبل ومغامراتهم وحربهم من أجل لمصر، مصر التي لا تشارك مصر التي نعرفها اليوم غير الإسم.