كنت مبرمج زمان، كان عندي مكنة قهوة فى البيت، المكنة بتعمل قهوة لما بتطلبها من برنامج على الموبايل، بصحى الصبح اشوف الموبايل، افتح البرنامج واطلب القهوة، المكنة فى المطبخ تشتغل وتعمل القهوة وتصفر فى النهاية، كوني كسول حاولت اخلى المكنة تعمل القهوة لوحدها كل يوم الصبح فى نفس المعاد، فأبقى مش محتاج اطلبها بنفسى، فتحت ظهر المكنة لاقيت جزء المؤقت لوحة التحكم فى الشبكة ولوحة تحكم فى اجزاء المكنة نفسها، الموضوع كان بسيط، سحبت البرنامج من رقاقة المكنة وعدلته علشان يعمل القهوة الصبح الساعة سبعة، حطيته وشغلت المكنة، ظهر خطأ فى النظام، شكلى بوظت المكنة وخسرت 20 الف جنيه فى نفس الوقت، اسوأ حاجة انني مش هشرب قهوة لحد ما اشترى غيرها، حاولت اشيل التعديل وارجعها زي ما كانت لكن تقريبا الخطأ عمل مشكلة فى مكون ما فى لوحة تحكم تانية، شميت رائحة الشياط ففصلت عنها الكهرباء واستعوضت ربنا فيها. هطلب غيرها من امازون.
مسكت موبايلى اليوم ده نص نايم من انعدام الكافيين ولاقيت على فيسبوك الناس بتشتكي من ماكينات القهوة بتاعتهم مش شغالة برضه، نفس الموديل، الناس صحيت كانت الماكينات بتصفر باستمرار وبعدها رائحة شياط وتفصل، ممكن يكون مش مشكلة التعديل وانها كانت كده كده هتبوظ؟
بعد ساعة ، الشركة المصنعة طلعت تصريح: من ساعات استقبل نظام متابعة الماكينات رسالة مكتوبة بشكل غير معروف اتسبب فى توقف النظام بالكامل، كل اجهزة الخوادم بترجع خطأ لكل ماكينات القهوة المنتجة من سنة 2011 لدلوقتي، وبما ان انظمة التشغيل فى ماكينات القهوة لم تتوقع رسالة الخطأ بالشكل ده، فالرسالة تم تمريرها لأنظمة التحكم فى تصنيع القهوة داخل الماكينات مما ادي لأحتراقها، طمنت الشركة العملاء انهم هيقبلوا كل الماكينات التالفة وسيتم استبدالها بأخرى لكل العملاء مجانا وسيتم فتح تحقيق اوسع للوصول لجذور المشكلة ومنع حدوثها مرة اخرى.
منتصف اليوم توقف الفيسبوك وجميع تطبيقات الموبايل واعلن التليفزيون الرسمي عن انهيار شبكة الأنترنت تماما، السبب المعلن حتى الأن هو فشل اجهزة التواصل بين اطراف الكابلات البحرية للأنترنت نتيجة فشل فى نظام التأمين التي تعتمد عليه الأجهزة فى كشف هجمات “منع الخدمة”، اعلنت شركة سيكيوركوم الأمريكية ان سبب الانهيار هو احد شبكات عملائها وهو احد مصنعي ماكينات القهوة ذات الشعبية تلقت عدد كبير من الطلبات مما ادى لأنهيار الشبكة الداخلية لسيكيوركوم ومنها توقف تطبيقات الحماية عن العمل كحل نهائى لأختفاء نظام شبكة سيكيوركوم من على الانترنت، ولكن حتى بعد اعادة تشغيل الانظمة فى سيكيوركوم لم تعود اجهزة التحكم فى الكابلات البحرية للعمل بسبب فشل دائرى، حيث تحتاج التطبيقات لخطوط انترنت عاملة فى الأساس.
اليوم التالي صباحا، احد الصواريخ فى بيلاروسيا كانت مرتبط بنظام تحكم متصل بالانترنت وله خاصية “الرجل الميت” كما يقولون، فهو على اتصال دائم بغرفة التحكم وحين اختفاء الغرفة من الشبكة تقوم القاعدة بإطلاق الصواريخ بشكل آلي، كانت تلك نوع من الحماية للرد على الهجمات حتى بعد انهيار النظام نفسه، كنوع من الأنتقام، بعد ان انطلق احد الصواريخ المحملة بالرؤوس النووية من قاعدة تشيكوف فى بيلاروسيا بالخطا ناحية قلب طهران، قامت طهران بضربة مضادة بخمسة صواريخ عابرة للقارات على بيلاروسيا، ليتوانيا، المانيا، اسرائيل والولايات المتحدة، مستهلة بذلك بداية الشتاء النووي على الكوكب، غني عن الذكر ان كل طرف قادر على الرد قد قام بالرد بالفعل، حوالى 250 رأس نوويا سقطوا على دول مختلفة، تعداد القتلى فاق البليون ببضعة ملايين، الكوكب بأكمله فى حالة ذعر، تلك هي نهاية العالم كما تخيلها الجميع منذ اختراع التفاعلات النووية المتسلسلة.
فتحت يدي وانا اركن للسور خلفى ونظرت للرجل: “ها؟ اديني قلتلك على السر اللى خبيته طول حياتي، هتديني حبوب القهوة اللى وعدتني بيه؟"، اشاح بوجهه “يعني انت تقصد انك السبب فى كل اللى احنا فيه ده؟"، ابتسمت بجانب فمي ابتسامة اخفاها قناع الغاز: “وكل ده علشان كنت عاوز اشرب قهوة من غير ما افتح برنامج مكنة القهوة”، طوح ايديه “انت فاكرني مجنون علشان اصدق قصتك السخيفة دي، انت كذاب”، “انا ماشربتش قهوة بقالي اسبوع، وانت الوحيد اللى معاه الحبوب دي فى المنطقة، يا تديهوملي وانت عايش” ورفعت السكينة “يا هتديهوملي وانت ميت”، مد ايديه ورا جنبه علشان يطلع المطواة لكن كنت اسرع منه، السكينة فى صدره ناحية القلب، ان لم يمت من توقف القلب هيموت غرقان من الدم فى رئتيه، رفعت السكينة وطعنته طعنتين فى نفس المكان، واخريين فى جنبه، لحد ما وقع على الأرض جنبى، اخدت الكيس وقعدت قرفصاء جنبه، رفعت القناع وبدأت اطحن الحبوب بضروسى، وحسيت ببركة الدم الساخن تحت فخذي، وبطعم الدم فى فمي من تلطخ ايدي بيه وبحبوب القهوة، بس مش مهم، ده يمكن دول اخر شوية قهوة فى المنطقة ويمكن فى البلد كلها، احتمال اموت بكرة، خليني اعيش على الاقل النهاردة بشوية القهوة دول.